طيف عابر: العشماوى .. أمنا الغولة .. بين الواقع و الخيال ... -->

نرحب بانضمامك لمجتمع "طيف عابر" ضع بريدك وسيصلك كل ماهو مفيد لك ولأسرتك إن شاء الله:
ستصلك على الفور رسالة ترحيبية بها رابط الرجاء التكرم بالضغط عليه لتفعيل اشتراكك


كانت أمى صغيراً تحذرنى دايماً من "الشمّامّة" إن لم أقوم بغسيل يدى و فمى بعد العشاء و قبل الخلود الى النوم .. و "الشمّامّة"ليست تلك الثمرة المعروفة و لكنها كائن لا اعلم عنه الكثير سوى أنه مخيف و صغير جدااً لكنه مخيف يظهر تأثيرة دونما يراه أحد ...
و ظلت طوال فترة طفولتى لدى خوف"فطرى" من "الشمامة" يجعلنى أفرط فى غسيل يدى و فمى قبيل النوم حتى لا تأذينى .. وحدث انى لم أقوم بغسيل يدى و فمى "ناسيا" و نمت يومها و استيقظت لاجد الا وجود فى الحقيقة "للشمامة" ولا أثر لها علىّ ...و رغم ما نقلته سابقاً عن وصفها الا أنه و فى الحقيقة فان فانى لستُ محظوظاً كفاية لاعرف عنه أكثر لانه ببساطه كائن "من نسيج الخيال" خيال لم تكذب أمى علىّ فيما قالته عنها لانها ببساطه نقلته عن جدتى التى ناقلتها عن والدتها التى سمعتها و تناقلتها اجيال واجيال عديدة عبر الزمن ...
والمشكلة ليست عندى فى غسل يدى ولا فمى قبل النوم لكنها تكمن حقيقة الامر فى أن جيلاً تربى على حكايات "أمنا الغولة" و "أبو رجل مسلوخة" وغيرها من حكايات الوهم و الخيال المخيف .. لديه القدرة و الاستعداد النفسى لـ"خلق الوهم وتضخيمة" ...
و"خلق الوهم و تضخيمة" ذلك دفع "العميان" للايمان بقوة و ضخامة و طول "العشماوى" فى مسرحية"وجة نظر" الامر الذى دفعهم لانتظار"جمعة الشوال" ليكتشف"قدراً" حقيقة"العشماوى" كـ"قزم" ..

نعم فأن الواقع يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة واحده أننا كعرب ومنذ الجاهلية الاولى قادرون على صنع وتضخيم "الوهم" بل والعيش معه وتصديقة حتى أصبح ذلك أمراً يعيقنا تماماً عن التقدم والمضى قدماً نحو حياة أفضل ..

سبحانك اللهم بحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ...


5 تعليق على"العشماوى .. أمنا الغولة .. بين الواقع و الخيال ..."

  • فعلا احمد تقريبا كان الاهل يستخدمو هيك كلام وقتكم انتو ( ايام زماااان )

    اما نحنا لا

    اعني انه الان الاهل اصبح اكثر وعياً من قبل واكثر تفهما انك لست بحاجة الى تخويف الطفل بالغولة والضبع بل يكفي ان تقول له ان لم تغسل يديك واسنانك ستمرض ولن تخرج للعب ( خاصة لعب الكرة )

    نأتي الان للاهم وعذرا على المداعبة في بداية الرد

    نعم اعتاد العرب وللاسف ولربما الغرب- لا اعرف - المهم اعتدنا على خلق اوهام ومن شدة تصديقنا لها
    اصبحنا مقتنعين بها الى حد ان نتوارثها ايضاً

    ربما لموضوعك ابعاد اكبر فيما لو طبقناها على واقعنا العربي السياسي الآن

    فقد اقتنعنا باننا لا نملك من القوة ما نستطيع به ان نمنع عنا اخطار اسرائيل وايران وامريكا
    واننا لن نتغير واننا نعاني ومظلومين
    وان لا مكان للمعتصم و لصلاح الدين
    او عمر المختار
    وتوارثت اجيالنا هذا المفهوم حتى اصبح ابطالنا هم المطربين والممثلات من هنا وهناك للاسف

  • فعلاً كلامك مضبـوط
    وذلك لأن المجهول مخيف
    كم وأننا نتوجس خيفة
    من أى قادم حدث كان
    أو انسان!فأول كلمة
    نقولها بعد ما نضحك
    لأى سبب:خير! اللهم
    أجعله خير.
    تدوينة جميلة
    احييك عليــــها

  • اخي احمد ......كل الشكر والتقدير التقدير على الموضوع الرائع وامنا الغوله او الشمامة في هذه الايام هي اسرائيل واميريكا .....اللي ما يغسل ويمسح شعبه راح تاكله الغوله وهكذا اخي اصبحنا بين فكي الكماشه ( حكام العرب وامنا الغوله ) وللاسف حكامنا هم اللي جابوا امنا الغوله على شان تاكلنا

  • اخي احمد موضوع عميق جدا نفسره من نواحي عديدة جدا

    تختلف المسميات من العشماوي الى ضبع الهمار( وهو الضوء المنعكس على النافذة)

    ولكن هناك اسئلة عديدة

    هل هي الطريقه الوحيدة التي نستطيع اقناع الاخرين فيها ؟؟

    ام هل هذا هو الاسلوب القويم لتربية اطفالنا اي نزرع الرعب والخوف لكي نتطمن انهم بخير ؟

    ام هي كل ما هو من اجدادنا يجب ان يكون صحيح ونتوارثه كما نتوارث الاملاك

    من الاراضي الى التفريط فيها عار؟؟

    اما عن الوهم زرعناه بانفسنا فنحن العرب دائما اسوبنا في العيش

    الخوف والرعب على مستقبلنا واخر شيء يقتلنا الوهم الذي كبر واصبح هما قاتل

    اشكرك اخي احمد على استضافتك لنا في مدونتك الجميله

    تحياتي لك

    موفق باذن الله

    اختك قمر الثلج

  • ربما كانو يخيفونا بطرق مختلفه كالافعى مثلاً ولا انسى لغاية الآن كيف انني كنت اغسل فمي
    ويداي بطريقة هستيرية خوفاً من ان تأتي الافعى لتشمني اثناء نومي
    تصرفات كانت تهزنا وتضعف شخصياتنا مثلها كمثل اي وهم آخر يخلقه الناس ويصدقونه ليسيطر على حياتهم الى الممات فيعيقهم عن حقائق اهم
    سلمك الله احمد
    وفقك ورعاك

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

عزيزى الزائر .. أن لم يكن لديك الوقت الكافى لتسجيل الدخول أو لم يكن لديك حساباً فى blogger فيمكنك ببساطه التعليق عبر أستخدام خاصيه (مجهول) أو ( الاسم \ العنوان ) من القائمه المنسدله أسفل مربع التعليق .. علماً بننا يمهمنا كثيراً سماع رأيك مقدرين كثيراً وقتك الذى منحتنا اياه لقرائتك سطورنا :)