طيف عابر: 09_05 -->

الحميمية ابتداءً هى (العلاقة الخاصة) جداً التى تنشأ بين رجل و مرأة جمع بينهما رباط غليظ .. الزواج
الحميمية تبدأ و تنتهى شرعاً داخل إطار الزواج و أصل نشأتها هو الشعور الفطرى بالانجذاب نحو الاخر .. إنجذاب الرجل للمرأه .. و المرأه للرجل .. ضرورة هى لابقاء النسل و حفظ الذرية و إعمار الارض .. رائعه فقط إذا ما اجيد إدارتها ..

و الحديث عن الحميمية فى القران و السنة حديث راقى مهذب و رقيق .. يوضح المعنى و لا يخدش الحياء ..

فأنا كثيراً ما أقف عاجزاً أمام الابداع القرانى فى قولهِ تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) فتصوير العلاقه بالباس لفيه من معانى القرب و السترة ما لا تحويه معانى و لا تحصيه كلمات .. كما أن الوصف الدقيق لها فى قولهِ ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) لفيه من البلاغة ما فيه ..
(البقرة : 62)

و جاء الرسول صل الله عليه و سلم فحد لها حدود ووضع لها ضوابط لاركانها بل رسخ مفهوم إنها عبادة كباقى العبادات يؤجر عليها المسلم فيقول : ( وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا يارسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟!قال : أريتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا بلى : وكذلك إذا وضعها في الحلال كان له فيها أجر ) ...
(رواه مسلم)

و أنظروا الى حياء الصحابه فهذا على رضى الله عنه يقول
(
‏كنت رجلا ‏ ‏مذاء ‏ ‏فكنت أستحي أن أسأل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لمكان ابنته فأمرت ‏ ‏المقداد ‏ ‏فسأله فقال ‏ ‏يغسل ذكره ويتوضأ ) ...
(رواءه الترمزى)
نظرة على الواقع

أن الحميمة مثار جدل بين دعاة الافراط و غلاة التفريط و بين من تحمر وجوههم استحياءً وخجلاً و بين يتحدثون عنها على شاشات التلفاز يعرضونها جراءةً ..

و العلاقة الخاصة بين الرجل و المرأة فى رأيي تبدأ من اللحظة التى يدرك فيها الرضيع أن هناك من يختلف عنه فسيولوجياً متمثلاً فى أمه مروراً بتوهج الشهوة فى المراهقه دونما أن يدرك المراهق الكثير عن هذه العلاقه سوى شعور قوي بالحاجه يقتله عدم القدره على اشباعها انتهاءً بالزواج ..

و عدم القدرة على اشباع الرغبة الذى أشرت اليه فى الفقرة السابقه يؤدى حتما الى اضطرابات نفسيه تختلف شدتها من شخص لاخر وفقاً لاستعداده النفسى و كم ما لديه من معلومات و خبره ..


مفاهيم خاطئه

و المعلومه التى يتلقها المراهق غالبا ما تكون مخلوطه و خاطئه فالسؤال هنا و بهذا الخصوص يقتله شئين هما :
(العيب) و تخلى الوالدينعن مسؤوليتهما إما (أستحياءً) أو (جهلاً بالكلية) ..


و قد تتجذر هذه المعلومات الخاطئه التى يتلقها المراهق فى اعماق اعماق اعماقه حتى تولد لديه مفهوماً كبيراً مخلوطاً حول هذه العلاقه و التى تترواح ما بين (التعظيم) و (التهميش) وما بين (القساوة) و (الخوف) ..

و يرى الكثيرين أن الحاجات الفسيولوجية الاوليه كالمأكل و المشرب و الحاجه الى الامان مثلاً يؤدى عدم القدره ع اشباع احدهم الى الغلو فى اشباع الاخرى ..

و الشهوة وضعت فى الانسان لسعادة و ضبتها الله بالعقل و جعله متحكماً فيها يحاسب عليها بالعقاب و يجزاى عنها بالثواب ..

مشكلات و حلول

و أنا و رغم قناعاتى الراسخه بوجود مفاهيم جداً خاطئه عن الحميمة و العلاقه الخاصه جداا بين الزوجين الا أنى لا ارى ضرورى طرحها ع مقاعد الدراسه لمناقشتها و تدريسها .. كما أنى اراها جريمه فى حق ابنائنا أن يناقشها الاعلام جهراً عياناً على مرأى و مسمع الكبير و الصغير بل و تخصيص برامج لها ..
و ما ألمنى حقاً أن تتصدى المرأه لهذا الامر و هى أصلاً موضع شهوة الرجل ..

و فى رأيي فان الحل الامثل هو مناقشه الامر من النطاق الشرعى و ماقشه الاحكام الفقهيه الخاصه بالطهر و الجنابه وموجبات الغسل و غيرها من الامور الفقهيه التى فى حاجه اليها الكبير قبل الصغير و من ثم قيام الوالدان بدورها فى توصيل المعلومة التى يعيها الفتى أو الفتى حسب المراحل العمريه المختلفه .. و تبقى التفاصيل بين الزوجين يكتشفونها سوياً بعد الزواج ..

و قبل الختام أبعث برسائل لابد منها :

حواء :
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً* لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا
)
(الأحزاب : 59 -62)
لـ آدم :

عن ابن مسعود -رضي الله عنه- في قوله: ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئاً، فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )
(متفق عليه)

و لـ آدم و حواء :

( ‏وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
(التوبة: 31)
سبحانك اللهم بحمدك لا اله الا انت أستغفرك و اتوب اليك


إضغط لتعرف أكثر